في فجر القرن التاسع عشر، عندما صنع إدوار بوفيه ساعاته الأولى، بذل جهوداً كبيرة في زخرفتها. ورُصّعت المينا، والحركات بالأحجار الكريمة، اللؤلؤ، اللوحات المنمنمة بتقنية شي أكاسيد المعدن على المينا والنقوش.


بالإضافة إلى إعداد الأحجار الكريمة والطلي بالمينا، كان النقش هو المنتشر في كل تاريخ بوفيه ويتم إتقان كل تقنية مختلفة لتعمل. ففي نقش حركاته أدخل إدوارد بوفيه مستوىً من التفاصيل لم يكن معروفاً حتى الآن. وبتأثير من حافزه، أصبحت زخرفة حركاته أكثر دقةً، ونُقشت في خطوة جديدة جريئة، بحيث كان من الممكن أن يشكل كل سطح روائع حقيقية ثلاثية الأبعاد. وقد قادت النتائج، المقنعة والأصلية على حدٍ سواء، إدوارد للكشف عن حركاته المنقوشة للعين المجردة بإدراج أول ظهر غطاء شفاف في تصميماته.
بعد أكثر من 190 عاماً لا تزال بوفيه تحافظ على مستقبل الفنون الزخرفية في صناعة الساعات، وهو مجال حيث كانت العديد من المهارات محتوم عليها بالاختفاء إلى الأبد. يتضح هذا التراث والخبرات الاستثنائية المتراكمة عبر أكثر من قرنين من نشاط صناعة الساعات في التصاميم المعاصرة لدار بوفيه، التي ما زالت تواصل بلا كلل الابتكار تمشياً مع التقليد.

ولذلك توجد النقوش اليدوية على جميع حركات ساعات بوفيه. وباعتبارهم ورثة لخبرات أسلافهم وموالين لتاريخ الدار، بوسع الحرفيين العاملين حالياً في بوفيه تزيين كل جزء من الساعة حيث يكون مثل هذا العمل ممكناً من الناحية التقنية، بغض النظر عن الموضوع وتقنيات الحفر المختارة. ومن ثم غالباً ما تتم زخرفة المينا، الحواف، نطاقات الإطار، الأقراص، والأقواس. وتمنح بوفيه كل جامع للساعات فرصة لإضفاء طابعه الشخصي على ساعته مع زخرفة محددة وإبداع ساعات فريدة من نوعها لهم. فيما يتعلق بالنقش، يمكن القول إن إمكانيات إضفاء الطابع الشخصي على الساعة لا حصر لها تقريباً: نص بسيط (الاسم أو الأحرف الأولى أو تاريخ) أو الأشكال الزخرفية أو النقوش التصويرية ليست سوى بعض من الخيارات والسمات المتاحة.

االنقش “الفلوريساني” هو نمط زخرفي ظهر في أغلب الأحيان على ساعات بوفيه من القرن التاسع عشر. واليوم يبقى أكثر الساعات رواجاً بين الجامعين، سواء لزخرفة المينا، الإطار أو جسور الحركة. ومع ذلك، اقتداءً بنموذج إدوارد بوفيه، الذي لم تفقد موهبته الإبداعية شيئاً من قوتها المثيرة للإعجاب، غالباً ما يقترح باسكال رافي، مالك بوفيه 1822 وديمييه 1738، أفكاراً جديدة.

بعد أكثر من 190 عاماً على تأسيسها تؤكّد دار بوفيه تفوقها في مجال الفنون الزخرفية للساعات، وتبدع بنجاح في تناغم تام مع تقاليدها. براعة تُعد موضع تقدير كبير من جامعي الساعات، طالما أن حوالي ثلث ثلاثة آلاف ساعة أو أكثر تصنعها بوفيه سنوياً هي ساعات فريدة.